استشهد عبد الحميد .. الرفيق
الذي لازمني لأكثر من عشر سنوات .. رصاصة غادرة استقرت بصدره و ارتقت روحه الطاهرة
البريئة إلي خالقها .. تشكوا إليه ظلما و بطشا و فسادا..
يا الله .. يا رب المستضعفين
المستغفرين نحن لا نشكو إليك ظلما و فسادا و حسب و لكننا يا رب نطمع في كرمك و
حنانك و رحمتك .. خذنا إليك .. نعلم جميعا أن عندك ستكون الحياة الأبدية السرمدية
..
هناك في الميدان الشهير ميدان
رمسيس كانت روحة ترنوا للشهادة و قد نالها .. كان يقف كما يقف الرجال الأبطال
الشجعان و يهتف ضد ظلم و فساد .. لا يملك سوي صوته ليقول ان الظلم ظلمات و ان الحق
أحق ان نكون معه نناضل معه و نموت من أجله..
كان الوقت متأخرا عندما حملناه علي أعناقنا و
كلنا فخر .. كنا فخورين اننا نحمل بطلا لا يعنيه من الدنيا أي ما فيها و لا يهتم
كثير أهي انفاسه الأخيرة أم قبل الأخيرة المهم عنده أن كل نفس من أنفاسه فداء للحق
.. و حينها لا يبلالي و لا يخاف .. إنه الرقي في أرقي ملامحه لذلك نقول أن الشهيد
له أرقي ما في الدنيا و له أرقي ما في الأخرة .. إنها فلسفه الرقي فوق كل تفاهات
الحياة الفانيه ..
استشهد عبد الحميد و ولد بعدها
بأقل من عام عبد الحميد جديد .. أنه ولد الشهيد عبد الحميد سموه بعبد الحميد تيمنا
بالشهيد ..
لا يرحل الأبطال دون بطوله .. و
من خلفهم يُولد أبطال آخرون .. و هذا ما يصور لنا أن الحياة لا تنتهي بموت أحد
الأبطال و لكن تبدأ له بالتوازي حياة أخري تنشأ في كل ما تركه من قول أو فعل .. و حينها
يكون للبطل بطولات أخري فيما تركه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق