الأحد، 3 يوليو 2011

منحنيات







أعود كعادتي و أتذكر ما درسته لأول مره و أنا طالب جامعي طموح أدرس الطب البيطري بالتحديد فى العام الثالث بالتحديد أكثر فى الدروس العملية فى علم الأدوية أو ما يسمي بالفارماكولوجيا ببساطه انك تحقن فأرا بدواء محدد أو أي ماده كيميائية معينة و تقيس أثرها على الفأر من خلال منحنيات هندسية ...
حينها تكتشف أن كل العلوم هي علوم متداخله و المثال الذي أحكي عنه تتداخل فيه علوم الصيدله بالهندسة ...
و الحقيقة أن المنحنيات تلك هي الطريقة الأبسط لتحديد أمور عديده
الحياة أصلا منحني
وما بالحياة عبارة عن منحنيات أخري ، و أنا أعيش فى منحني ينحني لأعلى أحيانا و لأسفل أحيانا وفقا لسلوكي فى هذه الحياة
و الدول و الأمم و الشعوب تعيش كذلك ، منحني ينحدرلأسفل وتنحدر معه حضارة الأمم و أخلاقها و ثرواتها و قد يعلو و يكون دلالة على علو فى الحضارة و الأخلاق و الثروات و غالبا ما يكون هناك فى النقطه الفاصلة بين المنحني الساقط والمنحني العالي علامة فارقه فى تاريخ هذا المنحني تدل على و تعبر عن حدث محوري غير عادي غير تقليدي حول مسار المنحني من السقوط إلى العلو من الانحدار إلى الرقي.

و الاقتصاد المصطلح الأكثر أهمية فى عناوين الصحف و برامج مرشحي الانتخابات الاقتصاد يعلو و يهبط عندما يعلو فهذا يعني أن عجلة الانتاج تتحرك بسرعة و العمال بالمصانع يعملون بجد و اجتهاد و رواتبهم تكفيهم فلا يحتجون و يُضربون و يعتصمون و العمال نفسهم عندما يحتجون و يعتصمون و يُضربون فإنهم يُعبرون عن خلل فى منحني معيشتهم يُعبرون عن ألم و جرح يُعبرون عن رفض و هذا ما يُعبر عنه بانحراف حاد و عنيف و قوي و لأعلى طبعا فى منحني ما يُعرف باسم منحني المقاومة
و في العلاقات الاجتماعية تطل علينا فكرة المنحنيات بوضوح عندما تنشأ علاقة بين شخصين تجد أنها تبدأ بقوة مدعومة بجاذبية متبادلة بين الطرفين و قد تبدوا عنيفة أحيانا و يصاحبها تغيرات عاطفية تتواصل و تستمر حتي تصل لنقطة معينة تهدأ فيها العاطفة و تستمر على هيئة خط أفقي قد ينحني لأعلى أو لأسفل حسب الرغبة و الحالة و المزاج
هناك ما هو أبعد من ذلك ، الايمان ذاك المصطلح الروحي المحرك الأساسي للعديد من التغيرات الحياتية ، يخضع لقوانين المنحنيات و هو ما عبر عنه النبي محمد صلي الله عليه و سلم في قوله : أن الايمان يزيد و ينقص و هذا ما معناه أن منحني الإيمان يعلو أحيانا و يهبط أحيانا