الاثنين، 27 فبراير 2012

عن الحرية ...



- عن الحرية يريدونني أن أكتب، أبتسم و أقول :
-    أكتب ماذا ؟ .. يا عالم  .. الحرية إحساس و شعور قبل أن تكون كلام و حديث ومفهوم، والأحاسيس بطبيعتها أصعب من أن تُكتب .. الأحاسيس تُحس و لا تُكتب ..
مغامرة حقا هي محاولة كتابة أحاسيس عن الحرية .. هذا المقال جزء من هذه المغامرة.  
- تأملنا يوكد لنا أن شعوب العالم أجمع إما أنها شعوب محرومة من الحرية فهي تعيش حالة المُشتاق الملهوف للحرية، أو أنها شعوب مُستمتعة و مُستلذة بالحرية و هي شعوب ناعمة بالحرية، و للأسف نحن كعرب لا نعيش أي من هاتين الحالتين.   
- ماذاعن شعوبنا العربية ؟
نحن نعيش حالة انتقالية متوترة و حائرة ما بين الحرمان و النعيم ؛ ربما يُلهمنا الربيع العربي ما يدفعنا بقوة لنبدأ مرحلة جديدة نستمتع فيها بالحرية.
ما أود أن أخبركم به أن الثورات وحدها لا تصنع الحرية، و إسقاط الرئيس وحده ليس ضامنا لبداية حياة الحرية التي نحلم بها ، خطوة مهمة و ضروية لكنها ليست كافية.
-    السبب كما أتصوره أن الحرية إحساس و هذا الأحساس يحتاج لوقت لينشأ و يتكون و يتبلور و يحتاج أيضا لوقت كافي ليتحول من مجرد إحساس إلى فعل و نشاط و حركة، المدرسة التي تعلمت بها مدرسة خاصة و تم غلقها من قبل الجهات الأمنية لأنها تُربي تلاميذها على أفكار تختلف مع أفكار الحاكم، والجامعة التي تعلمت بها كانت تمنعنا من حقنا فى تكوين الأسر الطلابية، و ممارسة الأنشطة المختلقة، وكانوا يمنعوننا من مجرد المشاركة فى انتخابات اتحاد الطلاب بل كانوا يُحولونا للتحقيق ويعتقلونا أحيانا، من أين أذن سنعرف الحرية أو نتعلمها أو نتربي عليها ؟ و أنا و كل المصريين منذ أكثر من ثلاثين عاما مضت لم نر فى حياتنا انتخابات حرة. كل هذه الممارسات من شأنها أن تصنع شعوبا لا تعرف الحرية كمفهوم و لم تمارس الحرية كسلوك. وهذا ما نراه واضحا من سلوكيات وإجراءات تتنافي مع مبادئ الحرية حتي فى مصر الثورة، تجد على سبيل المثال فصيل يطلب الحرية لنفسه و لكنه فى الوقت ذاته – بدون قصد – يحاول إقصاء الآخر.
-    السبب الآخر هو حالة الفقر الذي تعيشه معظم شعوبنا، والفقر هنا مهم جدا فهو سبب ونتيجة فى الوقت ذاته؛ نتيجة لحالة الاستبداد والفساد التي صنعها الحُكام الطُغاة، و سبب لأن يكون الهمَ الأكبر لهذه الشعوب هو الخبز لا التعليم ولا الحرية، كيف سأكون حرا و أنا لا أملك قوت يومي؟. و من هنا يمكننا القول أن الذين لا يملكون قوت يومهم لن يتعلموا أصلاً، و الذين تعلموا بالفعل لم يتعلموا الحرية، واللذين تعلموا الحرية لم يُمارسوها.
-    و السبب الأخير هو أن من تعلموا الحرية و مارسوها و لو على نطاق محدود لم يصلوا بعد بأفكارهم عن الحرية وممارستهم عن الحرية لباقي أبناء شعوبهم وعليهم مسئولية كبيرة اتجاه شعوبهم و عليهم أيضا يبق الأمل مُعلقا.
من السبب الآخير أري الحل يكمن فى الفئة الأكثر إيجابيه الأكثر مسئولية داخل الشعب نفسه وعلى قدر صدقها و إخلاصها ستتجاوب معها أغلب فئات الشعب، و هذا ما أره أحد أهم أسباب نجاح الثورة فى مصر، الثورة تمثل تعبير جماعيا قويا و صريحا مفاده أن الشعوب قررت أن تكون شعوبا حره و هذا يؤكد الإرادة القوية فى طلب الحرية ، وهذا يؤكد أن الحل يأتي من الشعب نفسه، الحرية اختيار الشعب أولا و أخيرا.
هذه الفئة الأكثر إيجابية و الأكثر مسئولية تتحمل بذاتيتها المسئولية الأكبر فى نشر معاني الحرية وتحويلها إلى ممارسات عملية على أرض الواقع على كل المستويات و في كل الميادين فى الصحافة والإعلام و السياسة و غيره و غيره.
نحن الشعوب التي تحلم بالحرية، أمامنا تحدي حقيقي و صعب. و هذا ما يسعدني كثيرا لأنه سيفجر الطاقات الكامنة بداخلنا و يدفعنا للأمام خاصة مع قناعتنا الواضحة بتلاشي دور الدولة التي تبين لنا أنها فاسدة ومستبدة و تحتاج لإعادة بناء و هذا يؤكد نفس المعني القائل بأن الشعوب هي من تصنع الحرية والحرية تصنع أعظم الدول.  


الأربعاء، 22 فبراير 2012

...........................................................




 بداخلي طواحين لا تهدأ .. و خيول جامحة لا تتوقف .. تركض و تصهل .. و لا وجهة محددة
وجسدي المنهك من استنزاف أجمل ما أحمله من مشاعر و أحاسيس لا يقدر ..
كيف يستمر و يلحق و يصل و يفوز ؟
ومتي أتوازن و أوجه هذه الطاقة المتأججة بداخلي ..
متي أكف عن الظهور بملامح الحائر و روحي قلقة لا تنفك عن تساؤلاتها و صراعاتها ..
هذه الكلمات التي أكتبها .. كيف لي أن أستخدمها لأعبر عما يخالجني..
و كيف أكتب كأن ما أريده بالفعل تحقق ..؟
من يُروض عواطفي ..
من يُشذب قلقي ..
و من يأسر مخاوفي و يُمزقها و يدفنها خلفي أسفل مني ..
من يفصل بين الصوتين المتخاصمين بجوفي ..
شخص ما يجب أن يتدخل الآن ..
يجب أن يسمعني ..
يجب أن يفهمني و يتفهمني ..
يجب أن يُصارحني بلا خجل و بلا قلق ..
و يجب أن نستمر .. لأننا يوما ما سنكون كما نريد ..