السبت، 30 يناير 2010

الواحدة بعد منتصف الليل 1/2010

ستعبر الطريق لتجد الطريق المقابل مزدحما ، ستندهش عندما تنظر لعقارب ساعتك و تراها قاربت الواحدة ليلا بعد منتصف الليل ، و ستجد صوت المؤذن ينادي : البقاء لله و الدوام لله، و ستسمع الدموع و ستري بنفسك هول المصيبة و ستجد في تلابيب مخك العبارة المحفورة : " كل من عليها فان "، و حينها ستستسلم لمشيئة القدر و تحاول أن تصدق ما حدث، بلا شك ستدمع و ستخرج منديلا لتجفف دموعك و ستبحث عني بعدما تعرف أن المصاب هو أنا و أن المصيبة هي مصيبة الموت ؛ أصابتني في أحد أخوتي ، ستندهش عندما تراني في مؤخرة الصفوف في مؤخرة الجنازة ، و ستعرف جيدا كم أنا مثقل بالدموع حتي أني لم أعد أتحمل السير ، ستجدهم أركبوني سيارة سوداء، و أجلسوني في المقعد الخلفي، و ستجد القمر في هذه الليلة بدرا ، بدرا والله، رأيته بوضوح من نافذة السيارة السوداء، ستحاول أن تقترب مني أكثر و ستمد يدك لتصافحني و ستجد ملابسي و قد علاها تراب امتزج ببعض من العرق و بعض من الدموع و ستجد نفسك في حاجة لأن تصافحني و تحتضن جسدي المتعب و تحاول أن تشد من أزري و تواسيني و تعزيني في مصيبتي و ستقترب أكثر فأكثر لتكون بجانبي لكنك ستسمع صوت أحدهم يصيح : أكتفينا بتشيع الجنازة و لا داعي للمصافحة.

ستعبر الطريق و تمر عبر الردهة الواسعة المؤدية إلى المكان المعد خصيصا لا ستقبال الزائريين و ستجدني واقفا و ستجد الدموع بعيني و على وجهي ستري و بكل وضوح علامات الحزن و تعبيرات الأسف و الحسرة ، أرجوك لا تنظر إلى وجهي طويلا، من فضلك لا تحتضنني ، من فضلك لا تطيل في سلامك ، من فضلك سامحني ، حتي لا تري دموعي ، أعرف جيدا أنك حزين لحزني و أعرف تماما أنك تتألم لألمي.

ستقف أمامي و تمد يدك لتصافحني، تصافحني بحرارة و إخلاص و صدق و حب ، أقدر لك مشاعرك الصادقة و سأدمع حينها و ستنظرأنت إلى دموعي و عندما تنظر إلى ستزداد الدموع ، أعرف أنك لن تتحمل الدموع بعيني فستحتضنني و عندما تحتضنني ستبكي و سنبكيا معا يا صديقي .

……………………………………………………..

الواحدة بعد منتصف الليل كان عم أحمد الخطاط يعد عدته ليكتب باللون الأبيض على لوحة رخامية سوداء : هنا ترقد مروة و بجانبها ترقد ابنتها الصغيرة ، الثلاثاء 13/1/2010