الأحد، 22 يناير 2012

انتظار .. عن الانتظار أكتب ...

- كثيرة هي الأوقات التي نقضيها فى انتظار و من كثرتها يمكننا القول أن الانتظار أحيانا هو من يقضي علينا و يصيبنا بالتعب و الإرهاق و الإجهاد ..

- فى أحد الأيام حاولت أن أكتب عن الانتظار ..كعادتي أكتب ما يجول بخاطري دون تردد و لذا فدائما أُحضر ورقة و قلم و أكتب ما أُريد أن أكتب عنه بخط واضح بوسط الورقة ثم أُحيط العنوان بإطار دائري ثم أُعدد كل ما أعرفه حول هذا العنوان ..

- الانتظار .. نطرتك حبيبي لفيروز .. انتظرتك حبيبي .. ربما هي علاقة دائمة بين الحب و الانتظار، دائما يرتبط الحب كشعور بالانتظار كسلوك و كأنه لا حب بلا انتظار .. المحبوب أو المحبوبه ينتظر/ تنتظر لقاء محبوبته / حبيبها ثم يكون اللقاء ثم يكون فراق يتبعه انتظار فلقاء ففراق .. و أحاسيس الانتظار تفوق في حرارتها أحاسيس اللقاء و أحاسيس الفراق هي الأحاسيس الأكثر ألماً !!

لكن يبق الانتظار كما هو حالة وسط بين الفراق و اللقاء فهو أيضا يعبر عن حالة شعورية تميل نحو الألم المرتبط بالفراق و تميل نحو الفرح المرتبط باللقاء و لذا فهي حالة فريدة تحمل الألم و الفرح كإحساسين متناقضين و متلازمين فى نفس الوقت.

- هناك انتظارات متعددة، أحيانا نختار الانتظار بإرادتنا، و أحيانا أخري يختارنا الانتظار أو بمعني آخر يُفرض علينا الانتظار .. جربت يوما أن تنتظر سيارة و تتأخر السيارة لسبب ما و تجد نفسك تقضي وقتا مُملا .. مُملا جدا .. لكن صديقي يقول: أن فى الانتظار ملل قد يتحول لأمل .. أمل فى أن تأتي السيارة التي تنتظرها لتذهب لمصالحك و تُنجز أعمالك.

- قد يكون فى الانتظار معني الصبر و في الصبر معني التحمل و للتحمل نتائج رائعة جدا حتي أن المصريين دائما ما يقولون فى أمثالهم : اللي يصبر ينول.

- أري أحيانا أن فى الانتظار شكل من أشكال السلبية .. كأن يعيطك أحدهم موعدا فى مكان ما فى وقت ما فتذهب ولا تجد من واعدك فتنتظر و تنتظر و تنتظر دون أن تحاول أن تُكلف نفسك بمُكالمة بسيطة وتتصل به تتطمئن عليه ما إذا حدث أمر ما فى الطريق حال دون وصوله. ربما سلبيتك هي السبب فى مثل هذه المواقف التي قد تنتهي بانتظار طويل جدا جدا ينتهي بحالة شعورية سيئة فلا أنت قابلت من واعدك ولا أنت تستطيع أن تُعاتبه لأنه فعلا أصابه ما حال دون وصوله .. حينها سيتكون لديك شعور سيئ وصامت و لا يمكنك أن تُعبر عنه غير أنك ستعاقب نفسك .. يجب أن نُعاقب سلبيتنا.

- وتيرة الحياة صارت أسرع مما كانت، حواسبنا تتطور بشكل سريع جدا وكل يوم هناك ما هو أحدث وأكثر كفاءة و هذا بدوره يعكس سرعة القائمون على تطوير مثل هذه الأجهزة، و بسرعة أيضا يمكنك أن تستيقظ فى القاهرة و تتناول غذاؤك فى الدوحة و فى اليابان تأخذ حماما ساخنا و تبدأ يومك الجديد وقد تختار أن تبيت ليلتك التالية بنيويورك .. ما هذه السرعة ؟ .. فكرة الانتظار تبتعد يوما بعد يوم من أفكار أبناء هذا العصر .. و السرعة فى جوهرها نقد واضح و صريح لفكرة الانتظار ..

- أحد أصدقائي يحب الكتابة .. يكتب روايات و قصص قصيرة .. يقول أن الكاتب المُحترف لا ينتظر الإلهام ليبدأ فى كتابته لكنه يبحث هو عن الأفكار و يُباغتها و يقتنصها و يُرتبها و يحبكها و يُدونها .. الكاتب الذي ينتظر الإلهام هو كالذي ينتظر صديقا بدون موعد سابق على قارعة أحد الطرقات .. ينتظر مجهولا، وكذلك هو الحال .. من ينتظر الحكومة لتعينه بأحد وظائفها هو كذلك، و من ينتظر الدنيا لتعطيه الوظيفة التي يرغب فيها و المكانة الإجتماعية التي يتمناها كالذي ينتظر عصفورا كل صباح يطرق على نافذته حاملا بين جناحية سُرة من الدنانير .. هذا يحدث كثيرا فى عالم الأساطير .. فى الخيال.

- عبارة قرأتها من قبل تقول : " الحياة لا تعطينا ما نستحقة لكننا من يجب أن نناضل و نفاوض لنحصل على ما نستحقة " ، و هذا ما يوحي لنا بضرورة الحركة للحصول على ما نريد لا الانتظار الذي سيكون هنا انتظارا سلبيا و عقيما و يستحق العقاب.

- لازلت أذكر الأحداث الدامية التي حدثت لطلاب الجامعة عندما اقتحمت قوات الأمن حرم الجامعة وقامت بسحل الطلاب و القبض عليهم و كانت أحداثا مؤلمة و مؤسفة و حينها كانت مجرد الكتابة عن مثل هذه الأحداث هو نوع من الخطر .. خطر المُلاحقات و الإعتقالات .. الطلاب تم اعتقالهم و من الطريف أن أعمار هؤلاء الطلاب المعتقلين لم تكن تتجاوز العمر المحدد الذي ينص عليه القانون ليخضع صاحبه للاعتقال،كانوا فى نظر القانون قُصر .. أصغر من أن يُحاكموا أو أن يُعتقلوا .. خرج بعض منهم بعد مدة اعتقال وجيزة و كان أعظم رد فعل لهم هي تلك العبارة التي كتبوها على جدران الجامعة و على الأعمدة فى قاعات المحاضرات بشكل لا فت و واضح : " بأيدينا نكون أحرار" ... إنها لعبارة قوية جدا وأقوي ما بها المعني الواضح فيها و الذي يؤكد أننا لن ننتظرك أيتها الحرية بل نحن من سننتزعها أو من سنقتنصها أو من سيصنعها .. و تمر الأيام و تتحقق هذه العبارة .. و إنها لمفارقة أن يتحقق كلام الصغار حين تعجز قدارت الكبار.

- أحلم معايا ببكرة يجي يضمنا و لو ما جاش إحنا نجيبة بنفسنا .. كلمات أحد المقطوعات الغنائية و التي تحمل نفس المعني .. أننا من سنحقق حلم الغد و أن الغد هو غدنا نحن و أننا المسؤلون عنه و عما فيه و بإرادتنا فقط سيتحقق الحلم .. إنه ذات المعني أننا لا يجب أبدا أن ننتظر ما نحلم به بالليل ليتحقق لنا بالنهار بل أن نبادر نحن بالتخطيط و العمل و الكفاح لتحقيق الأحلام .. و حتما حتما ستحقق الأحلام ..

- لا أذكر بحياتي أن هناك انتظار يمثل لي ذكري أتباهي بها و أتذكرها لأهميتاها .. كل ما أذكر أن الانتظار دائما يرتبط بمخيلتي بحالة من التوقف و السلبية و لذا لا أذكر أني أحببت الانتظار يوما .. أنا أكره الانتظار و أُمقته بشده .. حتي أماكن الانتظار فى البنوك أو المصالح العامة أو حتي المطاعم أكرهها و اللافتات المكتوب أعلاها ( انتظار ) لافتات تعطيني إيحاءا سلبيا ..

- لا تنتظر أحدا .. يُمكنك ببساطه أن تساعده ليصل إليك ، و لا تنتظر شيئا .. يُمكنك أن تبادر أنت وتحصل عليه.

- أحيانا يكون هناك انتظار جميل و مُمتع .. زوجا استيقظ مبكرا و جلس بجانب زوجته ينتظرها حتي تصحوا .. ليبادرها بابتسامة جميلة و كلمة جميلة .. لم أُجرب بعد هذا النوع من الانتظار ..

- قد يكون الانتظار هدفا في بعض الأحيان .. و قد يكون الأختيار الأمثل فى بعض المواقف فى الانتظار ..

ليست هناك تعليقات: